الجمعة، 26 أغسطس 2016

مراجعة: رواية "المهزلة "وجوه رام الله الغريبة

"المهزلة "وجوه رام الله الغريبة by محمد جبعيتي
My rating: 2 of 5 stars


بصراحة لقد فاجأتني هذه الرواية فلم أكن أتصور أنها ستجبرني على قراءتها من بعد أن قرأت الصفحات الأولى منها، وأنا الذي يندر على أي كتاب أن يستهويني ويشدني هكذا وخصوصاً من الكتب الجديدة! .. شيء جميل ويُفرح الصدر أن نقرأ شيئاً من كتابات الجيل الجديد للكتاب الشباب ويكون مختلفا ومميزا ويحمل فكرة وليس مجرد "صف حكي" .. ولكن ما هو مؤسف أنني بعد أن قطعت شوطاً من الرواية حتى بدأ بريقها يبهت مع كل صفحة أقلبها!!

في البداية فكرت في أن أعطي هذه الرواية تقييم 4 نجوم منذ أن قطعت أول 20 صفحة، ولكن للأسف فقد تصادمت مع بعض المشاكل الفنية والمنطقية في الرواية والتي كانت كشعرة في حساء، مما دفعني إلى تقليص التقييم إلى 3 نجوم. ثم جاءت الخيبة في الفصل الأخير من الرواية والذي قلص عدد النجوم إلى نجمتين فقط.

وسأشير إلى هذه الإشكاليات التي وقع بها الكاتب في أكثر من موضع من الرواية للأسف، وأرجو أن يتقبل الكاتب الكريم رأينا المتواضع حولها:

1. ص8: اتفاق أوسلو تم توقيه في سنة 1993 وليس في سنة 1991 حيث جرت في هذه السنة المحادثات السرية للاتفاق، وبعد ذلك تم توقيعه في عام 1993 في شهر سبتمبر في اليوم الثالث عشر على وجه الدقة.

2. ص24: أسماء أبناء زكي السيلواني تم ذكرهم كالتالي: "سالم، مراد، لؤي"، ويقع الإشكال مع اسم مراد الذي تغير في الصفحة 70 فصار "بسام" ثم تغير مرة أخرى في الصفحة 71 فصار "حمزة" !!

3. ص39: الحوار الذي دار بين حنا يعقوب ولؤي حول عدم جواز زواج المسيحي بمسلمة، بصراحة من ناحية واقعية ومنطقية لا يُتصور أن يتم التطرق الى هكذا حوار في أولى اللقاءات بين الخاطب(لؤي) وبين أب المخطوبة(ميرا) .. إضافة الى ذلك فإن هذه المسألة تعد اليوم من المسائل المعروفة على نطاق واسع، فالغالبية العظمة من المسيحيين يعلمون سبب المنع .. واضافة الى ذلك ايضاً فإن حنا يعقوب قد تم تصويره في الرواية على انه انسان مثقف ومتنور ومتحرر، فمن غير المتصور أيضاً أن لا يكون عنده معلومات عن هذ الموضوع !! .. وبالتالي أرى بأن هذا الحوار غير منطقي ولم يأتِ في مكانه.

4. ص41: مضايقات والده !! أين التقاها؟ المشهد هذا كأنه مدسوس دساً بين نصوص الرواية، أو دعنا نقل أنه غير مكتمل، ومفاجئ، كان من الأفضل لو تم توظيف المشهد بطريقة أفضل وبسرد التفاصيل حول هذا اللقاء بين ميرا وزكي السيلواني.

5. ص42: يقول زكي لزوجته: "هذه تربيتك، وهذه النتيجة، تأمليها جيداً"، وينتهي هنا الحوار. ثم يعود الكاتب في ص72 ليقول ان زوجة زكي غضبت من هذا الاتهام، بالرغم من ان الحوار كله في هذه الصفحة والصفحات السابقة لها لم يتطرق الى هذا الموضوع! .. ثم يرد على هذا الاتهام بلسان زوجة زكي حين قالت: "أولادي هم أولادك أيضاً ..." وبالتالي يظهر لنا أن هذا التعليق والرد من قبل الزوجة في ص72 كان من الحري به أن يكون موجوداً في الصفحة 42 أو العكس.

6. ص45: في معرض الحديث عن أخوات سلمى، تخبرنا الرواية أن لسلمى أختين واحدة تعيش في الامارات، والأخرى في قلقيلية .. ثم في الصفحة 46 مباشرة تقول سلمى: "علاقتي جيدة مع أختي المتزوجة في الأردن..." .. هل هي تعيش في الامارات أم في الأردن ؟!!

7. ص59: تقول الرواية أن ميرا ستنهي دراستها لتعود الى أهلها مهندسة، الا أن الكاتب أخبرنا في الصفحة 47 أن ميرا تحضر محاضرة بعنوان "العلوم الحياتية" فهل تعتبر العلوم الحياتية من احدى مقررات تخصص الهندسة في بيرزيت؟ (مجرد تساؤل) .. ولكن الإشكال الأكبر من ذلك هو في الصفحة 98 حين ذهبت سلمى إلى الجامعة بحثا عن دانا، تقول الرواية أنها ذهبت إلى كلية الآداب!! ووجدت دانا في مدرج تحضر محاضرة "مدخل في علم الاجتماع" .. السؤال هنا هل دانا تدرس الهندسة أم الآداب ؟!

8. ص66: يجري حوار بين لؤي ووالده داخل أحد أفخم المطاعم التي يمتلكها زكي السيلواني .. وعندما ينتهي الحوار في الصفحة 67 يخبرنا الكاتب أن الأب طلب من لؤي أن يخرج وأن يغلق باب المكتب خلفه .. ثم في الفقرة التالية مباشرة في نهاية ص67 يقول الكاتب في بدايتها: "نزل لؤي من مكتب والده ..." .. السؤال: هل جرى اللقاء في المطعم أم في المكتب؟!!

9. ص87: يخبرنا الكاتب ببداية علاقة حب بين دانا وشاب يدعى "سامر" .. ولكن المفاجأة في الصفحة 109 حين تسأل سلمى دانا عنه فتقول: "كيف حسام؟" .. السؤال هل اسم الشاب سامر أم حسام ؟!

10. ص88: في نهاية الصفحة: "صرخت دانا: أحبك حينما تكونين مثلما أريد..." أعتقد أن هناك خطأ فالمقصود كما هو واضح من السياق أن التي صرخت هي سلمى وليست دانا!!

11. الجزء الثالث من الرواية تحت عنوان: لؤي يتحدث (من المتن إلى الحاشية) .. وجهة نظري هو أن هذا الفصل كاملاً لا ضرورة حقيقية أو أدبية أو واقعية له في هذه الرواية، صدقاً وجوده شوه الرواية كثيراً!! لو كانت الرواية بدون هذا الفصل لكانت من أفضل الروايات الجديدة على الاطلاق!! .. اللغة فيه مختلفة عن لغة الرواية + الكلام غير مترابط والتسلسل غير واضح اطلاقاً + جميع الكلام في هذا الفصل كانه مضاف جبراً على الرواية .. أظن انه كان عبارة عن خواطر نثرية منفصلة عن الرواية ثم قام الكاتب بإدخالها الى متن الرواية لكي يزيد من اللمسة العاطفية فيها + هناك الكثير من الإشكالات المنطقية في هذا الفصل مما يزيد قناعتي أن هذا الفصل لا علاقة له لا بالرواية ولا بموضوعها ... للأسف كان هذا الفصل بالنسبة لي خيبة أمل كبيرة.

أخيراً:
بالرغم من كل هذه الإشكاليات إلا أنه لا شك في أن هذه الرواية من الروايات المميزة جداً بين بنات جيلها، بسلاسة اللغة وسهولة المفردات وتسارع الاحداث والقدرة على خطف الخيال وتناول موضوعات مثل المثلية الجنسية والزواج بين الأديان المختلفة، لهو بالأمر الجريء والمثير للإعجاب، مع أنني شعرت أن الرواية ناقصة للأسف فقد تم التعريج على بعض المواضيع دون اكمالها وتفصيلها بشكل أفضل، ولكن أمر كهذا يغتفر بالنسبة لكاتب جديد وعمل أول في مجال الأدب .. أحيي الكاتب على هذه الجرأة، وأتمنى أن أقرأ له ما هو أفضل وأقوى من هذا العمل في السنوات القادمة. كل التقدير.
مودتي.


View all my reviews

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع ما يُنشر هنا، هو نتاج فكري خاص بي، وأي انتحال له، سيعرض فاعله للمساءلة القانونية محمود ترابي © 2019