الثلاثاء، 6 سبتمبر 2016

سأحاول أن أعيش

الصورة لأنجيلا باكون كيدويل


يحدثُ أحياناً أن تستيقظَ بمزاجٍ سيئ، ويرافقك سوء مزاجك طوال النهار، إلا أن الأمر مختلفٌ بالنسبة لي؛ لأنني أستيقظ هكذا كل صباح. وبالرغم من كل المحاولات لإصلاح ذلك، فهي إن لم تفشل، فلا تنجح إلا لمددٍ قصيرةٍ متفاوتة، فالكآبة لا تكفُّ عن التسلل إليّ. أعتقد أن الكآبة هي الأصل، والسعادة هي الاستثناء.

ولكن على كل حال فقد وهبني الله موهبة عظيمة في التمثيل، ومنحني من القدرة ما يكفي لإقناع كل أهل الأرض أنني أترنم طرباً وأُحلِّق فرحاً، أستطيع أن أضحك طوال الوقت، وأرسم الابتسامة على وجهي دائماً، متظاهراً بالسعادة وراحة النفس، رغم أنني في الحقيقةِ خلاف ذلك، وقلبي ممتلئٌ بالأسى على آخره.

لقد قررت أن أكتب، أن أفرِّغ قليلاً من الأمراض والهموم التي تنهشني كقطيع من الضباع الجائعة؛ لأنني لم أجد أحداً لألقي عليه بأحزاني وعذاباتي وهلوساتي، ومن يهتم أصلاً! ولذا فإن نديمي الوحيد الآن هي هذه الورقات.

اليوم شعرتُ بعمقِ وحدتي، وأشعرُ أن ما يسري في عروقي الآن أثناء كتابتي لهذه السطور، ليس إلا حِمماً بركانيةً ملتهبة. أنا في ألمٍ فظيع، متعبٌ جداً وقلبي يحترق. اتصلت بأفضل أصدقائي وأقربهم، صديقي "س" أملاً في لقائه، ولكنه كان منشغلاً بشيء ما، واقترَح أن نلتقي بعد الثالثة عصراً، فوافقتُ مع أنني أعرفُ أن ذلكَ لن يحصل، فمثلما هو مقررٌ اليوم، سأذهبُ عند الثالثةِ لحضورِ حفلٍ موسيقيٍ مع صديقتي المعذبة مثلي، وربما أكثر مني، السيدة "ق".

"ق" سيدةٌ طيبةٌ جداً، وواسعةٌ جداً. يُريحني الحديث معها، فكلانا على درجةٍ كبيرةٍ من التشابه. وبرغم فارق العمر الذي يقف بيننا إلا أننا من أقرب الأصدقاء. وأجدني أقول أمامها كل ما يخطر برأسي، دون أن أشعرَ بأنني مضطرٌ لأمارسَ عمليات "الفلترة" على الأفكارِ والكلماتِ التي تتدفقُ مني كسيلِ حممٍ بركانيةٍ جارف، أصبُ على وجهها حممي ولا أخاف عليها من الاحتراق، إنها تتسع لكل شيء.

لا أملك الكثير من المال اليوم، ولذلك لن أشتري تبغاً، بل سأحاول أن أترك التدخين. اللعنة! إنني أحاول منذ خمس سنوات، منذ أن بدأتُ التدخين وأنا أحاولُ أن أقلعَ عنه. اللعنة على التبغ والسجائر، اللعنة على كل الوجود وكل الناس وكل المدخنين وصانعي التبغ والزارعين والحاصدين ... اللعنة عليّ.

لقد آمنتُ دوماً أن هذا العالم ليس أكثرَ من مربعٍ كبيرٍ زواياه هي العناصر الأربع (النار – الماء – الهواء – التراب)، وكل ما عداها زائدٌ عليها أو فروعٌ لها. وأرانا نحنُ البشر نتخبط في كلِّ ملذاتِ هذا العالم دونَ أن نعرفَ كُنهها الحقيقي، فكل شيء زاوية من هذه الزوايا أو خليطٌ منها معاً؛ فلا جُرم إذن أن يختار واحدنا زاويته الخاصة معتبراً إياها كعنوان له، أو على الأقل أن يشعرَ بقربه من أيها، أو قرب أيها منه.

وعندما عرفتُ لأولِ مرة أن هذا الكون عظيم الشَسع يتكون حصراً من هذه المكونات الأربع؛ بدأت أحلل وأفكر في الأمر وأقيس كل شيء على هذا المربع الذي أذهلني حينها، فقلت لربما كنا نحن البشر يحملُ كلٌ منا في مكوناته عنصراً من هذه العناصر بمقدارٍ أكبرَ من العناصر الأخرى، فبدأت أحلَّلُ عائلتي وأصنفهم هكذا بين العناصر الأربع.

 يبدو أن أبي يحملُ في جُلِّه النار؛ فهو كالكبريت يكاد ينفعلُ لأبسطِ الأمورِ وأقلِها (ويعمل من الحبة كبة) وعندما ينطفئ فإن انطفاءه كالنار إذا سُكبت عليها الماء، سريعٌ وخاطف.

أما أمي فعلى ما يبدو أنها من الماءِ خُلِقت؛ فهي دوماً هادئة، تكاد تنفعل فجأة ثم تبدأ تهدأ رويداً رويداً، أراها ساهمة هادئة ولا أدري شيئاً مما يدور في خُلدها، تُحيرني ولا أجدُ لديّ مقدرةً لمعرفةِ ما تفكِّرُ به، وفي الحين ذاته أجدُني عارياً أمامها، أخافُ أن تكتشف ما خَفِيَ فيّ، فهي لها ما يكفي من القدرةِ لتعرفَ كل شيء. وهي أحياناً تَظُنّ، وإن ظَنَّتْ فيا ويلتاه، لأن هذا يعني أنها عرفت.

اليوم قالت لي: "أشكُّ في أنك تصوم"، وما زلتُ حتى الآن مرعوباً من شكها هذا. وذاتَ مرةٍ كادت تُفقِدني صوابي حين قالت لي أنها حلُمت حلماً مزعجاً حتى كادت تأتي إلى غرفتي في عز الليل لتتأكد من حلمها الذي رأتني به أتعاطى المخدرات، وما أرعبني أنني كنت ذاتَ الليلة قد فكرتُ في الأمر بشكلٍ جديٍ تماماً !! أن أجرب تعاطيها. وفي مرة أخرى حين حاولتُ أن أنتحر، وجدتها في الصباح التالي تقولُ لي هكذا فجأة دون أي مقدمات وهي تنظر إلى وجهي والدمع في عينيها: "لو يصير لك شي .. والله بموت وراك" لم أعرف ماذا أفعل حينها، فوجدتُ نفسي أُغَمغِمُ رأسي في حضنها وأبكي بحرقة، فيما كانت –كما اعتادت أن تفعلَ معي حين كنتُ صغيراً – تُرَبِّتُ على ظهري، وتحك بأظافرها جلدة رأسي.

أما أخي الأوسط فهو كأبي من النار صُنِع على ما يبدو. وأخي الآخر، ترابيٌ حتى النخاع، فهو في أشدِ المواقف أسىً أراهُ يُزهرُ وينبتُ دوماً إنباتاً خصيباً.

وأخيراً وجدتُ أنني أنا الوحيد من بينهم الذي عنصُره الرئيسيُ هو الهواء، فالهواءُ هو كل ما أملك، مزاجيٌّ كالهواء، غريبٌ كالهواء، حرٌ، معقدٌ، شفافٌ، هادئٌ تارةً ومجنونٌ أخرى، ليس بالإمكان توقع ردود أفعالي، حتى أنا نفسي أُفَاجأ من نفسي في كثيرٍ من المواقف.

ومع ذلك فإنني أكره نفسي، أكره العالم، أكره كل الناس، لقد فقدت القدرة على الحب، لا أستطيع أن أحب أحداً. إن الشعور الوحيد الذي ما تزال لدي القدرة على الشعور به هو الكره، أستطيع أن أكره، أحقد، ألعن، أشتم، أن أتكلم بفحش الكلام وأكون بذيئاً متجاوزاً كل حدود الأدب واللباقة.

وغير ذلك فإن الشيء الوحيد الذي ما يزال يشدني، هو الجمال، كل شيء جميل يشدني، جمال السهول الفسيحة، الرقبات الطويلات للزرافات، عيون الصقور، مخالب النمور، جناحات الفراشات، إبر النحل، ذيول الفهود، قناديل البحر، بذور التفاح، بيوت النمل، ثمار اللوز، نجوم السماء والكواكب، جمال النساء وخصوصاً السمراواتُ منهن؛ لجمال السمراوات أن يذيبَ قلبي! ... وأخيراً فإن نقطةَ الضعفِ الوحيدة التي ما يزال بإمكانها أن تهزني من الأعماق، هي الأطفال، إنهم قدسُ الأقداس وأكثر المخلوقات جمالاً.

الحرية! أقلقَت مضجعي لسنواتٍ وما زالت، دون أن أفهم معنىً لها. ومؤخراً وصلتُ إلى قناعةٍ بأن لا حرية في هذا الوجود مهما حاولَ الإنسان، فكل مظاهرها خادعة وكاذبة، لا تعريف لها وربما لا وجود. وأحياناً أشعرُ أن الحريةَ شبيهةٌ بالرب؛ هي غامضة، خفية، ضبابية ليس كمثلها شيء. وهي كالشيطان أيضاً، ترانا من حيثُ لا نراها.

النُضج! هذا أمر غريب! أيامٌ مضت وأنا أفكر في ماهيته، وأقول بيني وبيني، هل للنضج علاقة فيما يؤول إليه حالي؟ أحقاً تراني نضجت؟ أفكِّرُ فيما حصل، وأتساءل ماذا دهاني؟! لو أن أمراً كهذا حدثَ قبل سنة أو سنتين لكنتُ أقمتُ الدُنيا ولم أُقعِدها، أما الآن أجدني هادئاً مستكيناً كأن لا شيء حدث. هدوء وسكينة وأمان رهيب يحضرني الآن.

إن هذا لأمرٌ مُريب، وبحقٍ إنه أمر مُخيف. أشعر كأن شيطاناً يتربص بي ويهمس في أذني: "احذر شعور السكينة والأمان، فما هو آتٍ رهيبٌ خطيرٌ مريبٌ".

منذ أيام جاء أحد الأشخاص وسألني عما حصل، محتجاً بأنه يسعى لمعرفة الحقيقة، حتى يكونَ سهلاً عليه اتخاذ موقفٍ، فهو يزعم أنه يتعامل مع هذه الأمور كما لو أنها مسَّته شخصياً، وأراد يوهمني أنه يهتم لأمري. صمتٌ طويلٌ قبل أن أنبس، ثم أخيراً قلت له: "ما حصل أمرٌ طبيعي جداً، لا تشغل بالك". ثم انصرفت تاركاً إياه خلفي حائراً مشتتاً لا يلوي على شيء، وربما كان يلوي، لا أدري ولا يهمني أصلاً.

هل ينضج الإنسان حقاً؟ لستُ متيقناً من ذلك، إنما ما هو بديهي بالنسبة لي الآن وحقيقيٌ تماماً، هو أن الإنسان يتغير، ويزداد عمقاً بتراكم الخبرات والأحداث، لربما هذا هو السبب خلف هدوء المرء وتعامله البارد مع الأشياء الكبيرة التي تحصل يوماً بعد آخر، وربما أكثرُ المخلوقات على هذه الأرض تغيراً هو الإنسان، ينقلب حاله من حال إلى آخر، ولا يعود يتذكر ما كانت حقيقته! ولهذا إن غابَ أحدهم عني مدة كافيةً لأدركَ أن ما كان يربِطُني به قد انفصم، أجدني لستُ راغباً في التواصل معه من جديد، لأنني أدرك حينها أنه تغير وانتهى الأمر، بل كلانا تغير، وما اعتاد أن يرتقنا قد انفتق.

الخوف! إني أخاف، ومعنى ذلك أنني أتألم. لماذا؟! لأنني لم أخف من قبل كما أخاف اليوم، ولطالما تشدقت بالقول، أنَّ آخر مرة جربت فيها شعور الخوف كانت حين اعتقلَ بنو صهيون أخي، ثم بعدها ما عاد شيءٌ في الدنيا يخيفني.

أما الآن، إني أخاف حقاً، وأتقوقع على نفسي وأبكي، لا أعرف ماذا عليَّ أن أفعل وماذا أقول وكيف أتصرف؛ لأدفع هذا الخوفَ عن نفسي. كثيرةٌ هي الأشباح التي صارت تُرعبني مؤخراً. إن هذا ليس أمراً طبيعياً، ليس من الطبيعي أن أخاف!!

أشعرُ أنَّ أكثرَ ما يُخيفني الآن هم أولئك الذين أُحبهم من كل قلبي، لأنني أعتقد أن الذين نحبهم لا ينبغي أن نثق بهم، أما الذين نثق بهم هم الذين يمكننا أن نحبهم.

لا أدري لماذا أقول هذا الآن، وحقاً لست أعرف معنىً لما أهرِف به! ربما كنتُ أريدُ أن أقول: أخاف أن أثق في الناس، أن أقول لهم ما في قلبي، أن أُظهِرَ لهم مشاعري، أن أكون قريباً منهم؛ لأن هذا أمرٌ مخيف..... ماذا؟! أخاف لأن هذا أمرٌ مخيف؟!! بالله ماذا دهاني؟! حتى أبسط قواعد المنطق بدأت تغيب عني، وأنا الذي لطالما عالج الأمور بالمنطق!!!

أعتقد أنني أريد أن أقول ببساطة: لا أريد لأحدٍ أن يحمل في قلبه أي شيء عني أو مني. إن التفكير في أن أحدهم يعرفُ أسرارَ نفسي وتفاصيلَ أفكاري، أن أحدهم يرى عُرييَ الفاضح، أن أحدهم صار قريباً جداً إلى قلبي وقوقعتي... أوووه إنه لأمرٌ يرعبني بحق.

حقا! في الماضي كنت لا أخاف، وكان قلبي خفيفاً لا يحمل أياً من الهواجس هذه؛ ربما لأنني لم أكن أفكر فيها، كنتُ صندوقاً مغلقاً حتى أنا نفسي لم أكن أعِ ما كان يختبئ في داخلي، أما الآن فقد انفتح الصندوق فجأة، وانطلقت كل الوحوش وهي تزمجر وتعوي.

كان لانفتاح الصندوق أن غيَّر كل شيء بسرعة خاطفة، وفجأةً شعرتُ بتغيري أنا نفسي، وبانكشاف ذاتي أمامي؛ ولربما لهذا السبب أخاف. لم أكن منتبهاً إلى أن كل شيء كان في طريقه إلى التغيير، فقط لو أني انتبهت، لو أني انتبهت قليلاً إلى ما كان يحيطني. لقد كان التغيير سريعاً، سريعاً جداً، لقد كان أسرعَ مني. ولا ألوم أحداً على ذلك غير نفسي.

لا أريد من هذا العالم الآن سوى أن أبكي أمام امرأة جميلة، أو أن أحتضن طفلاً، ثم أموتُ في سهل فسيح، ولتأكل النمور جسدي، ولتنبتُ شجرةُ اللوز التي فيَّ مكاني، وليشرب النحلُ رحيقَ أزهارها، ثم فليأتي واحدٌ متعب مثلي ليستظل في ظل لوزتي ويأكل من ثمارها.

إنني أتخبط في الكتابة، تظهرُ الفكرة التي أريدُ التعبيرَ عنها في رأسي، وحين أشرُع في كتابتها تختفي، فأجدني بلا وعيٍ أكتب غيرها. لربما هو الخوف مرة أخرى! ومرة أخرى يعود السؤال، أهذا نضجٌ أم مللٌ أم جنون؟! أهو خوف أم حرية؟! بحق الله ما هذا؟!

إن أفكاري وكلماتي كماءٍ حُصِرَ في سدٍ كان من المفترض به أن يكون منيعاً، ولكن لخطأٍ هندسيٍ ما، تفجَّر السد؛ فانسابت وتدفقت هائجة مدمرةً كل شيء، لا سلطة لي عليها، ولا مقدرةً على كبحها، تقفز الكلمات مني دون إرادتي، ولا أجد أي ترابطٍ بين فقراتِ هذا النص، ولكنني لسبب ما، أراه مستحقاً للنشر.

ربما تكون غلطةً أن أنشر هذا الكلام الكثير. ربما تكون غلطةً أن أكون واضحاً إلى هذا الحد، وصريحاً تماماً دون أي محاولة لإخفاء هواجسي! ولكنني سأنشره كما هو، هكذا دون أي تقليم أو تعديل أو تحرير.

أعتقد أنه لكي نكتب عن أنفسنا، فلا بد من أن نكون صادقين، في المقام الأول مع أنفسنا، وفي الثاني مع قرائنا. وإذا غاب الصدق مما نكتب، وسعينا لنجعل من أنفسنا ملائكة لا تخطئ وأبطالاً لا تتعثر؛ فإن علينا إذن أن ننظر باحتقارٍ إلىأنفسنا وما كتبناه. لأن غياب الصدق من النص، يعني أننا نقتل روحه.

أشعر برغبة بالغة بالبكاء، رغبة بأن أمزقَ كل شيء، وأفجرَ بركاناً في قلبي. أن أحرق هذا العالم وأبني على أنقاضه عالماً آخر، أريدُ حقاً أن أمزق نفسي التي أكرهها ثم أحرقها، وأخلق من رمادها نفسي مرة أخرى.

لقد كنت أشرع فيما مضى ببناء تذكارٍ لأحزاني، وأبكي كلما نظرت إليه. الآن كسرته، سأحاول أن أعيش، سأحاول أن أحبَ من جديد، سأحاول أن أكون بكلي للفتاة التي سأحبها، أو لعلي، لعلي سأعبدها.
منشور في موقع هواء للكتابة

هناك 12 تعليقًا:

  1. هه أبدَعت ..

    ردحذف
  2. ����������

    ردحذف
  3. بجوز لو احكيلك انو الي عم حسو نفس الي عم تحسو وانو تريحت كتير لاني شفت حد بعاني متلي مع انو المفروض لازم ما احكيلك انو وجعك ريحني بس عنجد الي مقدرت احكيه حكيتو يا ريت لو فيي الجرأة لاحكيه واطلع الي بقلبي متلك بس بحكم اني بنت حفكر بعقلي شوي واخرس واخلي الي بقلبي لقلبي وبس ....#L

    ردحذف
  4. انت رائع ك كلماتك .... أتمنى أن تستمر دومآ في الكتابه

    ردحذف
  5. انت رائع ك كلماتك .... أتمنى أن تستمر دومآ في الكتابه

    ردحذف

جميع ما يُنشر هنا، هو نتاج فكري خاص بي، وأي انتحال له، سيعرض فاعله للمساءلة القانونية محمود ترابي © 2019