الثلاثاء، 16 أغسطس 2016

مراجعة: رواية الموتى لا ينتحرون

الموتى لا ينتحرون الموتى لا ينتحرون by Sameh Khader
My rating: 2 of 5 stars

حسناً، سامح خضر، صديقي الجميل. كل الحب والاحترام لشخصك، لا نختلف على أنني أحبك وأحترمك كثيراً. ولكن رأيي في الرواية هو مسألة أخرى وهو منحصرٌ فقط فيها، فبالنسبة لي أؤمن تماماً بنظرية "موت المؤلف" وآخذ النص مستقلاً.


"ملاحظة: المراجعة فيها حرق لبعض الأجزاء في الرواية، فلمن لم يقرأها بعد، أنصحه بتأجيل قراءة المراجعة إلى حين الإنتهاء من الرواية"

بصراحة لقد خاب أملي كثيراً، فالعنوان لافت جداً ومثير لشغف القراءة، ولكن ما احتوته الرواية من أخطاء فنية ومنطقية وبنائية بدد كل شغفي لقراءتها.

أولاً: الحبكة في الرواية بشكل عام هي حبكة ركيكة ومتخلخلة جداً، كان يلزمها مزيدٌ من التمتين. فهناك الكثير من الفجوات والبقع المظلمة في الرواية، والتي لم يعالجها الكاتب ولم يروي فضولنا تجاهها، فمثلاً: ما السبب في طرد حياة من البيت، بأي حق ولأي سبب؟ هذا الأمر باعتقادي هو جزء أساسي في تكوين الحبكة الروائية، ولم يكن جديراً بالكاتب إغفاله.

ثانياً: هل يُعقل منطقياً وواقعياً أن يستمر الإعتداء على حياة في بيت الجد طوال كل هذه المدة قبل اكتشاف الأم لها!!!! يعني هم يعيشون في نفس البيت تحت نفس السقف، ألم يلفت نظر الأم أن هناك شيئاً غريباً يحدث؟!! في هذا الجزء من الرواية لم يستطع الكاتب إقناعي.

ثالثاً: الفصول التي تحدثت عن العلاج النفسي، بصراحة كانت من أكثر الفصول اثارة للملل، شعرت لوهلة كما لو أنني أقرأ بحثاً في علم النفس، لذا أرى أن الكاتب لم يوَّفق في طرح الحوار عن هذا الجزء من الرواية بطريقة أدبية ممتعة، سواءً الذي دار بين الطبيبة وشروق قبل الشروع في العلاج، أو الحوار أثناء جلسات العلاج.

رابعاً: أما المشكلة الأخيرة وهي عند الرجوع إلى فلسطين! لقد هربت حياة خلسةً ومن الطبيعي أن تنهشها الألسن على هذه الفعلة وخصوصاً في القرية! وسيلحقها العار إلى آخر عمرها هي وكل عائلتها .. فمسألة رجوعها إلى أهلها هي مسألة في غاية الصعوبة، أستغرب كيف أغفل الكاتب هذا الجانب، وتجاوز هذه المعضلة بعودتها إلى فلسطين. لأنه حتى عودة زوجها قبل ذلك ولقائه مع أهلها يظل أمراً صعباً جداً، وخصوصاً أنه يأتي ليواجه رجلاً شديد البأس كما وصفه الكاتب في الرواية، وأنه محط تقديس أبنائه وأهل قريته.. يعني باختصار مسألة العودة إلى فلسطين أراها في غاية الصعوبة والتعقيد. وأستغرب من طريقة تبسيط المسألة بهذا الشكل في الرواية!

خامساً: آخر سطر في الرواية قشعر بدني، لهذا السطر أعطي نجمة، ولتناول الرواية لقضية حساسة جداً في الواقع الفلسطيني -ولو أنه تناول ضعيف ولم يعالج القضية بالشكل المرغوب- أعطي نجمة أخرى.

مع كل الحب والتقدير.

View all my reviews

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع ما يُنشر هنا، هو نتاج فكري خاص بي، وأي انتحال له، سيعرض فاعله للمساءلة القانونية محمود ترابي © 2019