الخميس، 14 يناير 2016

إننا نكذب .. ولكنها كذبة بيضاء ..





نعم إنها الأقنعة،

كم كثيرة هي، ولكنها ليست سوى أقنعة، وكذبة بيضاء نتواطأ جميعنا في ارتكابها مع سبق الإصرار والترصد !!

كشعب عانى منذ أكثر من مئة سنة، وما زال يعاني، فإن الموت أو الأسر بالنسبة له قد أصبح أمراً اعتيادياً جداً، كاحتساء قهوة الصباح مثلاً، أو جلي الصحون في آخر النهار! إلا أننا الشعب الأمهر في العالم في مقدرتنا غير المسبوقة على ارتداء الأقنعة وإخفاء المشاعر الحقيقية!

لا تصدق زغرودة أم الشهيد، إن فيها من الحزن والقهر والأسى ما فيها !!
لقد اعتاد العالم على أن يفرح عند سماع الزغرودة، إلا أنها عندما تصدح من فم أم الشهيد، فإن قلوبنا تعتصر، كما اعتصار قلبها.

لا تصدق كبرياء وصمود أب الشهيد .. لا تصدق أنه "جبار" كما يقال عنه! انظر فقط في عيونه قليلاً، وأعدك برغبة قاتلة باحتضانه والانتحاب فوق صدره.

لا تصدق صبر أهل الأسير، إن كل يوم يمر عليهم دون وجوده بينهم، يندبون فيه حالهم ربما ألفي مرة .. ولكنهم ببساطة يضعون قناع الصبر ويبتسمون بأسىً، وفي كل مرة يُذكر فيها اسمه أمامهم فإن عيونهم تلتمع، وقلوبهم تنقبض.

إننا أهل الأقنعة بلا مُنازع .. نعم أيها العالم إننا نكذب، ولكنها كذبة بيضاء !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع ما يُنشر هنا، هو نتاج فكري خاص بي، وأي انتحال له، سيعرض فاعله للمساءلة القانونية محمود ترابي © 2019