السبت، 22 مارس 2014

الجحش المنتخب






وقَفَ الجحشُ الكبيرُ على المنصة ونهق قائلاً:

"أنا الرئيسُ المُنتخب، وأقسمُ أمام القطيع بأن أحميهم جميعاً وأوفر لهم الأمن والأمان والاستقرار، وأي اعتداءٍ على أي فردٍ من هذا القطيع فإنني سأكون له بالمرصاد، وسأبذل كل طاقتي لأحميكم جميعاً. أما الآن سأذهبُ لزيارةِ الأسد وأبلغهُ بذلك لآخذَ منهُ وعداً بالحماية من أي اعتداء"

ذهبَ الجحش الكبير في موكب من النهيق، وعاد الجحش الكبير في موكب من النهيق. دخلَ اسطبله وطلبَ تبناً وشعيراً ودلوَ نبيذٍ، وجلس يأكلُ ويشربُ هنيئاً مريئاً.

وفي اليوم التالي وقف الجحش الكبير على المنصة ونهق قائلاً:

"أيها القطيعُ العظيم، أحييكم بتحية الحمير، وأودُ أن أُؤكدَ كما وعدتُكُم، أنني سأكون دوماً بالمرصاد لأي اعتداءٍ عليكم، وأنني أتحدى ذلكَ الذئب الغادر أن يؤذي واحداً منكم".

فنهقَ القطيع وبرطموا ورفصوا ورددوا "يعيشُ الجحشُ الكبير .. يعيش يعيش يعيش".

وبينما كان الجحشُ ينهق والقطيع يرفص، جاءت الحمامةُ مولولةٌ وهي تصيح: "لقد أكل الذئبُ اليومَ أربعة خراف، وهدمَ قُنَّ الدجاج، وشرَّد الطيور، واعتدى على الغزلان والأبقار وطاردهم".

التفت القطيع إلى المنصة حيث كان الجحش واقفاً ينهق.

"أوه! أين الجحش !!"، تمتموا بصوتٍ خفيض.

"لقد هربَ الجحش إنه يركض بعيداً !! أوووه أتسمعون صوت ضراطه؟!"، صاح الحصان ضاحكاً.

"لااااا لم يهرب"، صاح الكر. "إنه ذاهبٌ ليعدَ نفسه، ويجهزَ ضربة تقصم ظهر الذئب الغادر، وأنت أيها الحصان الخائن، يبدو أنك تعمل في الخفاء مع الذئب!!"
"نعم، إنه خائن، اقبضوا عليه"، صاح القطيع.
وبينما كانوا يُنفِّذون حكمَ الإعدام بذلك الحصان المسكين، كانوا يهتفون: "يعيش الجحش الكبير .. يعيش يعيش يعيش".

ملاحظة: هذه القصة من نسج الخيال، ولا تمت للواقع بصلة، وأي تشابه بين الشخصيات فيها مع أي شخص على هذا الكوكب، هي صدفة بنت جحش لا أكثر. وشكراً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

جميع ما يُنشر هنا، هو نتاج فكري خاص بي، وأي انتحال له، سيعرض فاعله للمساءلة القانونية محمود ترابي © 2019